إزاحة الستار عن كتاب “سلام سماحة السيد”

أقيم برنامج ليالي الذكريات في نسختها الرابعة والعشرين بعد الثلاثمئة بمركز الفنون. في هذا البرنامج، تحدث المهندس مهدي تشمران، والسيد بيجن كياني، وحجة الإسلام محمد حسن أبوترابي عن ذكرياتهم. قام السيد داود صالحي بتقديم البرنامج.

في الجزء الثالث من برنامج ليالي الذكريات تم الكشف عن كتاب “سلام سماحة السيد” وهو مذكرات الأسير المحرر “علي رضا محمودي مظفر”. قبل كشف النقاب عن الكتاب، استعاد محمودي مظفر ذكريات فترة  أسره: كانت تلك الفترة مليئة بالذكريات، ذكريات الحنين إلى الوطن والقلق على الأحباء وانتظار رؤيتهم مرة أخرى.

وتابع بتحية للنساء اللواتي أرسلن أزواجهن إلى الجبهات قائلاً: “عانيت كثيراً، لكن كلهن كن صغيرات جدا مقارنة بالمصاعب التي تحملها زوجات الأحرار”. يرجى قراءة كتاب “ابنة شينا” [1] لسماع وفهم القصة الحقيقية لمحبة المحاربين وزوجاتهم.

كما ذكر الراوي والد المرحوم أبو ترابي فرد (آية الله السيد عباس أبو ترابي فرد) وقال: لقد أحب المرحوم أبو ترابي أهل بوجنورد كثيراً وقد فتحنا جمعية علمية وثقافية ومدرسة قرآنية هناك.

واستعاد محمودي مظفر حديثه عن ذكريات معسكر تكريت 17 في العراق وقال: “أحد معذبي هذا المعسكر اسمه هاشم، وكان ذو جسد ضخم وبشرة سوداء”. في وقت مبكر من عمله، وبخنا لقوله إنني مسؤول عن كسر رؤوسكم، ولكن بعد فترة وجيزة، قال بتواضع عن المرحوم أبو ترابي: “هذا رجل طيب النفس” . كان للراحل أبو ترابي تأثير كبير على هذا الشخص العنيف لدرجة أننا رأيناه فيما بعد وسجادة الصلاة تحت ذراعه. في رأيي، كانت هذه قضية تصدير الدين والمعرفة والرجولة وثقافة الراحل أبو ترابي.

واستمر الراوي في تشبيه أجساد المحررين باللوحات التي ألحقها بهم العراقيون بالهراوات وأسلاك التعذيب بدلاً من الفرشاة. قال: لم ير هذه اللوحات إلا الأحرار، حيث تشكلت اللوحات بدماء الأحرار على ملابسهم الصفراء، ولكن في هذه الأثناء كان الشيء الوحيد الذي جعلنا نقف هي الآية الكريمة :”فاستقم كما أمرت”.[2] لن نبيع هذا الشرف والعزة  بسعر زهيد.

وتابع الراوي قائلاً:”كنت أقرأ هذه الأبيات الشعرية للشاعر سعدي لأصدقائي هنا كثيراً:

(عزيزي و خواري تو بخشي و بس               عزيز تو خواري نبيند ز كس)

وهي مصداقاً جلياً لمفهوم ومضمون الآية الكريمة: «تُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاء»[3] كان الراحل أبوترابي هو تفسير لهذه الآية الكريمة. لقد كان هدف هذا المفهوم العظيم الذي رأيناه جميعاً.

وتابع محمودي مظفر قائلاً: “عندما ذهبت لخطوبة زوجتي في بداية الثورة، أخبرتها أنني ثوري وبسبب واجباتي، قد لا أعود إلى المنزل قد تصل لمدة خمس سنوات”. وكان من المثير للاهتمام أنّ فترة أسري استمرت خمس سنوات بالضبط.

وتابع: أوضح والدي أنه خلال فترة أسري ذهب إلى صلاة الجمعة في بجنورد ذات يوم، عندما أحضر عدد من السجناء العراقيين لصلاة الجمعة. عندما يراهم والدي يتذكرني وينزعج كثيراً. نظراً لأنه يفتقدني كثيراً، فإنه يحث الحراس على السماح له باحتضان وتقبيل أحدهم بدلاً من إبنه الأسير.

وفي نهاية حديثه ذكر الراوي الشهداء المظلومين في الأسر وشكر أهله وغيرهم ممن ساعدوه في جمع ذكرياته في هذا الكتاب ودعى لهم بالخير والسداد. واستكمالاً للبرنامج تم الكشف عن كتاب “سلام سماحة السيد” وذلك بحضور الراوي وزوجته وحجة الإسلام محمد حسن أبوترابي فرد والسيد دادمان مدير مركز الفنون والسيد خوب نجاد مدير منشورات بيام آزادي والسيد قاسمي بور، رئيس شؤون المحافظات لأدب المقاومة و السيدة صديقي، المسؤولة عن مركز خراسان الشمالي للفنون.

—————————–

[1] ابنة شينا هي مذكرات قدم خيز محمدي كنعان في موضوع الدفاع المقدس، والتي نشرتها منشورات سورة مهر. قامت بتجميع هذا الكتاب بهناز ضرابي زاده.

[2] سورة هود المباركة، الآية 12. فاستقم كما أمرت.

[3] سورة آل عمران المباركة، الآية 26. «تُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *