أسرار الحرب المفروضة حسب رواية الأسراء العراقيين ـ 20
بقوة الإيمان، كانوا محاربيكم الطرق الصعبة، ويعبرون الوديان العميقة والجبال الشاهقة والأنها، ويقاتلون بضراوة.لقد وعد الله أن يعينهم في هذه الحرب لأن محاربيكم يقاتلون في سبيل الإسلام. في منطقة الحرب، لاحظت هجمات محاربيكم عن كثب. أنا نفسي كنت على الجانب الآخر منهم. لقد شاهدت أحداثاً لا تصدق ومحيرة للعقل لا يمكن أن تحدث إلا بإرادة الله. في كل من هذه الهجمات، في بداية هجوم المحاربين، يتغير الطقس والظروف الجوية فجأة وتنحرف عن الوضع الطبيعي. أحياناً كانت تظهر رياحاً قوية ليس لها اتجاه محدد، وأحياناً كانت مصحوبة بأمطار غزيرة أعاقت حركتنا وردود الفعل في الوقت المناسب.
ذات ليلة خلال إحدى هذه الهجمات، التي بدأت عند منتصف الليل، كان الجو صافياً وضوء القمر مشعاً ولكن بمجرد أن بدأ هجوم جنود الإسلام، تغير الطقس فجأة بشكل غريب، وتناثرت السحب الكثيفة والسوداء في السماء وغطت ضوء القمر، حتى لا نتمكن من رؤية بعضنا البعض على مسافة متر واحد. كان هذا اليسير من القضايا التي كانت تحدث هناك.كما كانت أرواح الجنود مليئة بالخوف لدرجة أن الكثيرين منهم لم يتمكنوا حتى من الحركة.
لم أر هذه الحالة التي أشاركها معك الآن، لكنني سمعت أن العديد من الأشخاص، حتى بعض الضباط، أصيبوا بإسهال شديد وقيء بسبب الخوف والذعر، وبالتالي انهارت الأمور تماماً. في تلك الليلة حتى الصباح كنت أواجه الحياة والموت ولم تكن لدي القوة لفعل أي شيء. لم يكن هناك رمق في جسدي وشعرت أنني غريب حتى عن نفسي. كيف استقرت هذه الروح المجهولة والغريبة فيّ؟ لقد فوجئت بنفسي وبكل ما يحدث حولي. لقد فهمت أنه كان عليّ أن أبقى على قيد الحياة وأخذ حياتي بأمان من هذه المعركة، ولكن كيف وإلي أين، لم أكن أعرف هذا، أردت أن يضمني النوم إلي حضنه حتي لا أري ما يحدث من حولي. لم أريد مشاهدة ما كان يحدث هناك وأصوات الانفجارات الرهيبة وعويل المحاربين الجرحى الذين تركوا ورائي. حتى انبثق فجر الصباح وفجأة وجدت نفسي محاطاً بقوات الإسلام ثم رأيت صفات الإنسان المسلم بشكل جلي. كانوا أشخاصاً رائعين. لقد رحبوا بنا كثيراً.. دعاني أحد هؤلاء الجنود وقال يا أخي. ارتجف جسدي كله. كان الأمر كما لو لم تكن هناك حرب على الإطلاق، ولم يكن هؤلاء هم الأشخاص الذين غزينا أرضهم وأطلقنا النار عليهم قبل بضع دقائق. شعرت وكأنني بين إخوتي. في تلك الليلة، أمر قائد الجيش المشاة بعبور حقول الألغام ومهاجمة قواتك.دخلت قواتنا حقل الألغام. سرعان ما فقدنا الاتصال بهم ولا أعرف ماذا حدث لهم. لم يكن عبور حقل الألغام جزءاً من أمر العملية، وقد أمر قائد الفرقة بذلك من تلقاء نفسه. من المثير للاهتمام معرفة أنه في بداية الهجوم، هرب الجميع دون استثناء. وأصيبت مجموعة أخرى برصاص القوات الإسلامية.