أهميّة ودور المكان في استعادة الذكريات

من الموضوعات المهمة في داراسات التاريخ الشفوي دوره واهميّته في استعادة وتذكير بالأحداث. بعبارة أخرى إنّ مكان تذّكر الذكريات وقسم من شخصية وهوية الأفراد حيث يعرفونهم عبر هذه الاماكن ونعرفهم على الآخرين. إذاً معرفة المكان تشمل الذكريات والاحاسيس والرؤى والقيم والترجيحات والمفاهيم والقيم للانسان حول الأماكن وتمنحه جهة للفهم والحركة. تنقش هذه النشاطات والذكريات في ذهن البشروقد يشكّل ذكرى جماعية عبر فرد أو جماعة مع مرور الزمن والعودة للمكان مرات وبروز الاحداث المشتركة في زمن خاص ومكان.دراسة فضاءات والاماكن المؤثرة في المناسبات الاجتماعية توجب دوام الهوية. وعلى هذا، كل ما يعطي هوية في زمن ما يتحوذل إلى مكان  ويشكل علامات وأجواء في الذاكرة الجماعية. للذكرى أو التذكير بها واستعادة صور اللحظات التاريخية لها دور مهم في بيان هوية الفرد. الاحساس بالمكان هي علاقة حيّة وإثر ارتباط الفرد بالمكان، الانتباه للمكان، حبّ المكان،  الرضى بالمكان والالتزام به، يوسّعه.

القسم الاعظم من الذكريات تتمحور على المكان ويشير الراوي أثناء الحديث للمكان وبصورة طبيعية يتحدث عنه. وللباحثين في مجال التاريخ الشفوي هناك أسئلة كثيرة في هذا الموضوع. كيف يتشكّل حدث في مكان خاص ويتحول إلى ذكرى؟ ما الذي يحمله ذلك المكان. لماذا حدث ذلك الحدث في ذلك المكان؟ كيف كانت الاجواء في الذكرى. ما الذي حدث في السنوات الأخيرة فيه؟ وأسئلة أخرى تشير كلها إلى أهمية المكان.

وفي حركة الثورة الإسلامية كانت القواعد تشمل المساجد ومنازل العلماء والجمعياتو… وكل واحد منها يعدّ فصلا مهما في البحوث المتعلقة بالثورة. كيف تحوّل المسجد إلى مركز الثوريين؟ الحارات والميادين والشوراع التي كانت في طريق الثورين إلى أيّ حدّ يمكنها لعب  دور فعّال في تداعي الذكريات؟

يشير البحث في تاريخ وتحولات المدينة إلى أنّ بعض الحارات والطرق لها دور قيّم في الثورة. ولكن مع انتصار الثورة ظهرت مراكز اخرى. وكانت الاماكن ذات دور في وقوع الاحداث أو المواجهات وشهادة الثوريين. وعلى هذا التركيز على نقاط مهمة ومميزة، في زمن الحدث يمكنه أن يكون ذا أثر قيذم في البحوث.

كمثال في مدينة مشهد، كانت نقاط مهمة في بداية الثورة في الطرق المؤدية إلى الحرم الطاهر. ولكن مع انتصار الثورة ظهرت مراكز اخرى.  تقاطع دكتورة والجامعة وميدان الشاه (الشهداء) و… لكل واحد منهم دور مختلف. البحث في كلّ حدث مكاني في استعادة الثورة، لهو موضوع بحثي مهم.

يهتم الباحثون اليوم بتوثيق الحارات القديمة، لأنّ التغييرات الحاصلة من بناء وتجديد، اعطت المدينة وجها آخر يختلف عمّا كان سابقا. وهلى هذا العمل على هوية المدينة عن طريق التوثيق لهو عمل يساعد في مستقبل التاريخ الشفوي. نظرا إلى التغييرات الحاصلة طوال أعوام بسبب تنمية المدينة فقد تغييرت الامكان تخريبا أو تغيير الأسماء و…،  ويوجب العناية بالمكان في زمن الحوار حتى تنعكس أقسام مهمة من الذكريات وعن طريق هذه الذكريات نعيد العلامات والمظاهر لأحداث الثورة. وإن كانوا كتّاب الأدب، حاصة الروائيون قد وصفوا الاماكن بأفضل شكل ممكن ولكن لا يعتني بهم المؤرخون. يعتقد الحوار مع رواة الثورة في المكان، له دور مهم في استعادة الذكريات وتوثيق المكان.

دور واهمية المكان في التاريخ يوجب أن يعتني به الشخصيات بدقة والمؤسسات والمراكز العاملة في مجال الثورة عليها أت تعنى بجدية بموضوع المكان ودوره في تداعي الذكريات.

ويعطي اهتمام الباحثين بموضوع المكان في تدوين الاعمال المتعلقة بالثورة أن يوثق قسم من هوية المدينة عن طريق مذكرات الثورة. حدوث احداث متعددة للثورة في اماكن خاصة حتى تحفظ في الذاكرة الجمعية كهوية لتلك المدن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *